خبرينا شنقيط

بقلم / مولاي ولد حمين الشنقيطي
رحل الليل والظلام البهيم
وتولى النظام وهو مليم

رحل الظلم والزغاريد تعلو
والتباشير بيننا والرنيم

في الصباح المنير إذ صبحتنا
هالة الورد والمنى والنسيم

موكب النور مجلس عسكري
قد تسامى أعضاؤه والزعيم

بلسم الجرح بينكم ، وشفاء
عاجل ، صاغه الطبيب الرحيم

أمل يمتطى ومجد عريق
وكرامات لم ينلها كريم

أزف الحق بعد عشرين عاما
كلها الإبتزاز والتنويم

ملئ الشعب بهجة وسرورا
وتلاقى الحكام والمحكوم

خبرينا ، شنقيط أرض المعالي
عن محياك ، حبرته النعيم

خبرينا ، حديثك العذب يحلو
الأطاييب والكلام الرخيم

خبري عن مواكب العلم جيلا
عن سماء قد رصعتها النجوم

عن فنون في اللوح قد سطروها
في كتاتيب ظللتها الغيوم

أنت من أنت ؟، أنت شعلة نور
زانها العلم والطريق السليم

بشِّروا أهلها بعهد جديد
زادُه الإعتصام والتصميم

أوقِفوا موجة الفساد بحزم
إنها العار والعذاب الأليم

لم يعدْ ، لم يعد هناك مجال
قد تولى الخنا وبارَ القديم

وحِّدوا صف شعبكم بالتساوي
وامنحوه من حقه ما يروم

وضعوا فوقها من العدل تاجا
وارفعوه للناس كي يستقيموا

وأعيدوا لها من المجد ما قد
صدعته تلك الليالي الحُسوم

ثقِّفوا الناس ، فالحضارة بحر
زاخر لُجُّه هو التعليم
فا
___
علمينا ثقافة الرأي فعلا
فالكلام الهجين جدْبٌ وخيم




علمينا الوفاء بالعهد حقا
فاحترام العهود شيء عظيم


علمينا القرار ، فالرأي صعب
والسياسات ظلها اليحموم


علمينا الحياة ، فالموت سجن
زائروه مواطن ومقيم

نحن شعب وأمة آلمتنا
أقلقتنا وحاصرتنا الهموم

قد صنعنا جحافل النصر يوما
والتواريخ شاهد مختوم

أمة تركب البحار غزاة
لا تبالي ربانها الحيزوم

كتب الله أن تعيش هوانا
داؤها الجهل والحوار العقيم

كتب الله ذلها يوم حادت
من طريق منارها المعصوم

أمةَ المجد ما لنا من قرار
ذبح الشيخ ، واستبيح الحريم

أنَّتِ القدس من زمان طويل
واشتكتْ بعد ذلك الخرطوم

صرخات قد أطلقتها دمشق
ردَّدَ الركن صوتها والحطيم

جُرْحُ بغداد كان جرحا عميقا
مات منه الحجَّام والمحجوم

أيها العابثون مهلا ، رويدا
فامتصاص الدماء طبعٌ لئيم

قد قَتَلتم خلال سبعين عاما
فارحَموا الأرض ، دمرتها الجحيم

...إقرأ المزيد

طلع السعد

بقلم / مولاي بن حمين الحسني
طلع البدر يوم نادى المنادي
ولد المصطفى بخير البلاد

طلع السعد فالنجوم حيارى
تتوارى ، تخبو كشهب الرماد

تتباهى أم القرى بحلاها
تتراءى بشمعها الوقاد

مبسم النور في بهاء عجيب
يتلالا في زهوها المياد

بأبي ذاك سيد الخلق طرا
والسراج المنير بين العباد

جوهر العز ، مشعل ذهبي
درة الكون ، قائد القواد

صاحب الحوض ، رحمة تتجلى
في حياة القلوب ، في الأجساد

قف وخل الدموع تنهل حرى
في شعاب للمصطفى ووهاد

ودروس لأمة دونتها
ذكريات التاريخ والأمجاد

وقدوم لطيبة ، كان فيه
ينزل الوحي بالشفا للفؤاد

والجواري يضربن بالدف لحنا
- بالأهازيج - رائع الإنشاد

وحشود الأنصار هبت لتحمي
موكب الحق والعلا والرشاد

معجزات النبي هبت وعمت
تزرع الورد بعد شوك القتاد

تغرس الحب والإخاء ، وتذكي
شعلة الإيمان القوي العماد

وتراءى الجمعان بعد ، فبانت
بينات نوادر في الجلاد

فتولت عصائب (الجهل) كلمى
يوم بدر تئن في كل واد

رفع الله قدره ، واجتباه
واصطفى صحبه ، نجوم الدآدي

كتب الله أن يكون عظيما
رغم أنف الطغيان والإلحاد

صاحب الغرب خائن ورجيم
تائه في مغبة الأحقاد

رجع القهقرى ، وولى ذليلا
عبرة ، إن الله بالمرصاد

والختام الجميل أزكى صلاة
وسلام على النبي الهادي

...إقرأ المزيد

تحفة الحذاق في بعض ما للنبي من شمائل وأخلاق

نظم:مولاي بن حمين
بسم الإله الواحد المجيد
جل عن الشريك والنديد

أحمده حمدا كثيرا دائما
يملأ مابين الأراضي والسما

وأستعينه وأستهديه
للمنهج القويم والنزيه

أسأله التوفيق لليقين
والفهم والفقه بعلم الدين

والرشد في الأقوال والأفعال
واللطف في الحال وفي المآل

أطلبه سحائب الغفران
ثم الخلود بعد في الجنان

أسأله النظر في الوجه الكريم
يوم المعاد ثم في دار النعيم

وأرتجي منه إجابة الدعا
فعفوه وصفحه قد وسعا

هذا والاتباع للرسول
أمر يهم مبتغي الوصول

والاقتداء بالنبي يلزم
معرفة الأخلاق حيث يفهم

هدي الرسول المصطفى محمد
فكان ذاك هدفي ومقصدي

دونت من أخلاق خير البشر
قبس نور يقتدي به السري

عنونته بـ"تحفة الحذاق
في بعض ما للحِب من أخلاق"

واخترت مما في الصحيح في الأثر
دون الذي أدخله أهل السير

أرجو به العفو من الغفار
والنفع والنصح لكل قاري

فإن أصب فهو من الوهاب
وليس من فقهي ولا إعرابي

وإن زللت فأتوب وأنيب
إليه من ذنبي ، وحسبي الحسيب

حوى الرسول المصطفى من الخصال
ما لا يفي به يراع ﭐومقال

أحمد من منَّ عليه الوالي
بشرعة تختص بالكمال

فبلغ الدين ، وأدى ما عليه
وهو الأمين ، ربَّنا صل عليه

لسانه أفصح ألسن الورى
يعجب منه بلغاء الشعرا

فقد أحاط بلسان العرب
إذ لا يحيط باللغى إلا نبي

يمده الوحي ببحر جار
يأتي به الروح من الجبار

أوتي في الفصحى جوامع الكلم
فكان يأتي ببدائع الحكم

تجري على لسانه أسمى المعان
تقود بالطبع له كل الجنان

وأم عبد الله أم المؤمنين
روت لنا من طبع خير المرسلين

تقول في الحديث ما معناه:
"ما خير الرسول صلى الله"عليه وسلم

إلا ويختار من الأمرين
ذاك اليسير منهما الإثنين
ظ
ولم يكن لنفسه ينتقم
إلا إذا ما انتهك المحرم

فارجع إلى حديث الاختيار
تجده قد أخرجه البخاري
ذ
وكان لا يقاس في الثبات
والحلم والصفح عن الزلات

ومرة قد جاءه أعرابي
في سفر له مع الأصحاب

واخترط السيف له وقالا:
"من ذا يحول" فانظر المقالا

وبعد أن أخذه نبينا
رد عليه : " من يحول بيننا؟"
ذ
وبعد أن أمكن منه أطلقه
لله ، ما أرفقه وأشفقه!

وقال حين جاء في انتكاس:
"قد جئتكم من عند خير الناس"

وكان في الجود بأعلى ما يرام
قصر عن غايته جود الكرام

فلم يرد سائلا عن مسأله
بل كان في الجود كريح مرسله

إذ كان يلقاه الأمين جبرَئيلْ
في كل ليلة من الشهر الجليل

فانظر إلى الخبر في الصحاح
تجده في الصحاح باتضاح

وفي حنين أكثر العطاء
أعطى الألوف نعما وشاء

فازدحم الأعراب حول أحمدا
وانتزعت شجرة منه الردا

والفيء ما تجاوز المحلا
والخمس رده عليهم كلا

لم يدخر قليلا ﭐو كثيرا
كلا ، ولا ناقة ﭐو بعيرا

ولم يزل بالمال كالسحاب
عليهم تهطل بانصباب

حتى اكتفوا وانصرفوا بالمال
وهتفوا من بعد بالمقال:

" محمد يعطي الدنا عطاء
من لا يخاف الفقر والضراء"

أما الأعادي والحروب تلتهبْ
يقف في نحورهم ويقترب

وكان في الصبر والاحتمال
والحزم والبأس بلا مثال

وكان أعظم مهيب في النفوس
في مشيه ، وفي الوقوف والجلوس

فهو الشجاع البطل الأبي
يوم الوغى ، والفارس الكمي

كم مرة في الحرب ضاق الموقف
فر الكماة عنه وهو واقف

في "أحد" وغيرها وفي "حنينْ"
تفرقوا عنه وولوا مدبرين

بين السيوف والرؤوس تَندُر
يزداد إقداما ، وليس يدبر

وما شجاع في الدنا إلا وقد
سجل يوما هزة له تعد

لكنه قد شهِد الأنام
بأنه المغوار والمقدام

لم يتزحزح مرة ولم يفر
بل ظل صابرا صبورا مصطبر

ومرة فزع أهل طابته
فانطلق الشجعان من صحابته

فوجدوه قبلهم قد فاءا
من قبل الصوت ، وقد تناءا

وفرح الناس به ، وأحدقوا
والسيف في عنُقه معلق

وبينهم وقف وِقفة الشجاعْ
وهو يقول : "لمْ تُراعوا لم تراع"

وكان إذ ذاك على عُرْي فرس
أخرجه مسلم ، والراوي أنس

فانظر إلى النجدة والإقدام
حين اشتداد الخوف في الظلام

إلهنا صل وسلم سرمدا
على النبي الهاشمي أحمدا

كان إذا كره شيئا يعرف
في وجهه ، كما الرواة وصفوا

وكان في الحياء والإغضاء
أشد من لاحظة العذراء

نظره في الناس لا يثبت
بل يخفض البصر أو يلتفت

ولا يعيب أحدا بشينه
ولا يسمي رجلا بعينه

إن علم المكروه من شخص يقول:
"ما بال أقوام" بصيغة الشمول

فانظر إلى الأدب والحياء
من خاتم الرسْل والانبياء

كان أبيا عاقلا وهو غلامْ
عليه أفضل الصلاة والسلام

وكان في العدل إذا ما حكَما
عدلاً محقا وأمينا حازما

وكيف لا والناس سمَّته الأمين
من قبل أن يأتيَ بالوحي الأمين

للعدل بين الخلق طرا أجمعين
من خالق الخلق ورب العالمين

كلامه الصدق إذا تكلما
وفعله الحق إذا ما أبرما

بصدقه شهدت الظباء
واعترف الصديق والأعداء

لم ينطق العوراء قط أحمد
لسانه منور مسدد

ولم يكن صخابا ﭐو لعانا
كلا ولا ذميما ﭐو جبانا

وكان أوفى الناس بالعهود
لو كانت العهود معْ يهود

ولا يجازي سيئا بمثله
بقوله السوء ولا بفعله

أما التواضع فكان دأبه
يخصف نعله ، يخيط ثوبه

يمازح الناس بصدق القول
مع بعده عن سقط الفضول

يباسط الكل صغارا وكبار
يحلب شاته ، ويركب الحمار

يجالس المسكين والفقيرا
ويأكل القديد والشعيرا

لم يترفع قط عن عبيده
في ثوبه ، كلا ، ولا ثريده

ولم يميز نفسه عن صحبه
في نعله قط ، ولا في ثوبه

بل يكره التميز المذموما
بين الصحابة الكرام دوما

ولم يعنَّف عنده الخدام
ولم يعاتبهم إذا ألاموا

كان رؤوفا مشفقا رحيما
محببا معظما كريما

وقد أراد ذبح شاةٍ النبي
في سفر ، وفي أشد التعب

فأعلم الصحب بما أرادا
فأبدوا السمع والاستعدادا

فقام شخص منهم بسلخها
وقال آخر : علي طبخها

وحينما توزعوا قال النبي
بينهم : "علي جمع الحطب"

رد عليه الصحب : "قد كفيتا
مؤونة الإصلاح إن رضيتا"

لكنه أبى وقام للحطب
تواضعا ، وأدبا أي أدب

وشارك الأحباب والأصحابا
وكان ذاك الخلق الصوابا

فانظر إلى مكارم الأخلاق
من أكرم الخلق على الإطلاق

أما الدنا فقد أناخت عنده
وركلها أمر يبين زهده

أحب من متاعها شيئين
الطيب والنساء ، باليقين

يستعمل الطيب كثيرا والسواك
يكون في الغالب رطبا من أراك

ولم يكن يعيب من طعام
بل يشكر الله على الإنعام

وأوقر الناس إذا ما جلسا
في مجلس يطرق كل الجلسا

يكون في المجلس بالمكين
وليس بالجافي ولا المهين

مجلسه يوقر الكبيرا
ويرحم الضعيف والصغيرا

مجلسه بالذكر دوما عامر
وبالوقار والهدوء غامر

يشير بالكف إذا أشارا
لحاجة من أمره وقارا

يصبر للجافي وللغريب
ويرفد الكل مع الترحيب

يفاضل الناس بتقوى الوالي
وليس بالحسب أو بالمال

يفتتح الكلام بالأشداق
كلامه في منتهى الإذلاق

قد ترك الإكثار والكلاما
من غير حاجة له قد راما

لكل حال عنده عتاد
أساسه الصبر والاستعداد

يخافه الظالم والجبار
يغبطه الأطهار والأخيار

ولم يكن يوما عبوس الحاجب
بل طبعه البر ولين الجانب

يـأمر كل الناس بالوقوف
لعون ذي الحاجة والمعروف

يقري الضيوف كرما ، والكل
يحمله حملا ، ولا يمل

يعين ذا الحاجة والمحروما
ويكسب الفقير والمعدوما

قد وسع الناس بخلقه العظيم
فهو لهم أب ومشفق رحيم

فقد مضت دعوته للدين
في مدة تجاوزت عقدين

لم يسترح خلالها ولم ين
وظل فيها قائما لا ينثني

يدعو إلى الإله بالموعظة
والحكمة البالغة الحسنة

ورغم ما من قومه قد لاقى
لم ينتقم لنفسه إطلاقا

بل كان يدعو بالهداية لهم
كي يخرج الخلاق من أصلابهم

يريد أن ينقذهم من نار
وقودها الناس مع الأحجار

فانظر إلى الرأفة والإشفاق
على بني آدم في الأعماق

أدبه الله بآداب الكمال
فحاز في الأدب أكمل الخلال

أثنى عليه الله في القرآن
بالخلق العظيم والإيمان

صار له القرآن خلقا وطريق
يمشى به نعم الطريق والرفيق

زكى الإله قلبه وبصره
وأظهر الحق له ونصره

قد استنار فكره وعقله
فطاب فرعه وطاب أصله

قد بلغ الدين إلى كل الورى
فآمن البعض وبعض كفرا

نعوذ بالله من الخذلان
والزيغ والشقاء والخسران

وبعد أن أدى الأمانة انتقل

إلى جوار ربه عز وجل

مكرما معززا وآمنا
قد استراح من متاعب الدنا

وانقطع الوحي من السماء
وعمت الظلماء بالأرجاء

مصيبة الأمة كانت في النبي
أعظم من موت البنيِّ والأب

فمن أصابته مصيبة مَّا
فلْيتعزَّ بالنبي عمَّا

لا عذرَ للعيون إن لم تسكبِ
دموعها حرَّى على فقد النبي

لا عذرَ للأقلام إن لم تكتبِ
شمائلَ النبي في تَصبُّبِ

فما أقلتْ في الورى الغبراءُ
ولا أظلتْ مثلَه السماء

وبقي الإسلام بعد أحمدا
غضا طريا عادلا مخلدا

حمله من بعده الأصحاب
فالتابعون الغرر الأنجاب

رضيَ عنهم الإله ورضوا
عنه ، وضاعف لهم ما أقرضوا

ولا يزال القومُ ظاهرينا
على الهدى بالحق صادعينا

وصفَهمْ خير الورى بالغربا
ولست أدري عجما أم عربا!

فالله ربي والكريم الأكرم
أرجوه أن يجعلني منهم

أدعوه أن يرزقنا الشهاده
والفوز بالفردوس والسعاده
ذ
واغفر لنا واغفر لوالدينا

**** والأهل والإخوان أجمعينا

شرد بأعداء الرسول طرا
ومن على نهجهم استقرا

نكل بكل (دا نِمركي) غبي
قد افترى إثما عظيما في النبي

أنت الذي أهلكت عادا وثمود
أغرقت فرعون ، وأفنيت الجنود

بك اعتصمنا ، وإليك الملتجا
من غيرك انقطع- يا رب- الرجا

نرجوك ، لا نرجو سواك أبدا
"وما لنا إلا اتباع أحمدا"

سوف نموت واقفين دونه
وليخسإ العدو ، ما أهونه!

عاداه بالظلم وبالجهاله
أحفاد فرعون ، وهم حثاله

أين أبو جهل ، وأين عقبةُ
أين أبو لهب ﭐو طعيمةُ

قد خسروا جميعهم وخابوا
وظهر الرسول والكتاب

إن الأراذل الذين نالوا
منه هم الأنذال والجهال

لا علم عندهم ولا أخلاقا
لا عقل ، لا قيم ، لا حقوقا

هم أمة في حقدها عريقه
تاريخهم يشهد بالحقيقه

سوف تزول منهم النفوس
ويستحي من فعلهم إبليس

فأرنا اللهم في كل العدا
عجائبا ، ويوم نحس أسودا

واجعل لنا من كل هم فرجا
واجعل لنا من كل ضيق مخرجا

ولتسقنا من حوض خير البشر
حين يذاد عنه يوم المحشر

سدد خطانا في جميع ما نريد
ولتقنا شر القريب والبعيد

ولتقنا رب من الشقاق
والكبر والرياء والنفاق

والعجب والأحقاد والأضغان
وسائر الأمراض في الأبدان

واعصم نساءنا من السفور
والفحش والغرور والفجور

ونجنا إلهنا من الفتن
من شر ما منها بدا وما بطن

فـصل في الصفات الخَـلْقية
وبعد يا من شغفوا بأحمـــدا
وكـان حبـه لديـهم مقصـــدا

فدونكم من وصفه عقد الجمـان
مـنظومـة وجيـزة مـع البيــان

ولم أكن مدعيا حصر الصـفات
فبحـرها غـلاب غوص الكلمـات

لكنما قطفت لي من روضــه
رجـاء أن يـسقيني مـن حــوضه

كــان النبي المصطـفى الأبر
أبـلج يعـلـوه البـهـا أغـــر

أدعج أحـور أزج أقــــرن
طـلعتـه مـن كـل شيء أحـسن

ولم تعبه ثجلة ، وسيــــــم
أجــرد شـثـن ليـن قـسيــم

ليـــس بأمهـق وليس أحمـرا
كــان قـوامـا بيـن ذاك قـمرا

وربعة بين القصير والطويل
منـطقـه الـلؤلؤ حـلو وجـميل

كــــلامه كخرزات من درر
نظـمن لا نـزر ولـيس بـهـذر

إذا تــــكلم رئي النــور
يـخرج مـنه الـلؤلـؤ المنـثـور

وكان أزهر مضيء الثغر
أزهـى وأبـهى مـن تـمـام البدر

مـدور الوجـه وواســع الجبين
ووسـط بـين الـنحيف والسميـن

أهـدب الاَشفـار نقي أفلـــج
والـخـد منه نـضـر وأبـلــج

وأشكــل العينين منهوس العقب
يـفتر عـن حب الــغمام المحتجب

ضحكــه تبسـم مع وقــار
يـهابه الـكل صـغـار وكـبـار

ضخم الكراديـس دقيـق المسربه
فـمـن رآه هـابـه وأعـجـبـه

كـان ضليـع الفم سبط القصب
إذا مــشى تـخاله فـي صـبب

لحـيته فيهـا كثافـة وكــان
من الـجمال والـكمال بــالمكان

وشعــره لم يك بالجعـد القطط
وليس بالسبط وكـان فـي الـوسط

منبتـه يبلـغ شحمـــة الأذن
وما عدا الرأس فقـل فـي الـبدن

وهو شديد فـي السـواد فاحـم
والـشيب فيـه شعـرات تـعلـم

كان مسيح الصـدر رحب الراحة
راحـتــه بــاردة فـواحــة

عرقـه مـن كل مسك أطيـب
والـعـرف مـنه طـيب مـطيب


واصفه يـقول مـا شممـت ريح
أطـيب مـن عـرف نـبينا المـليح

ومما مسست من حريــر بيـدي
ألـين مـن كـف النـبي أحـمـد

وما رأت عينـاي مـن ديــباج
ألـين مـن جـسـده الـوهــــاج

وكـان فـي رؤيتـه محفــودا


مـعظمـا فـي سـمته مـحشـودا

وكـان بـين كتفيـه الخــاتم
وكــان مربـوعا وهـو الـخاتم

أعطي يوسف النبي شطر الجمـال
وأحمـد حـاز الـجمال بالـكمال

قـد فاضـت القلـوب والأرواح
بـحبـه وأعـــرب الأقـحـاح

أحـبه الجـبل والمـحـــراب
والـجـذع ذاك الـعجب العجاب

وحبـه واجـب كـل مسلــم
لـأنـه تـــقـرب لـلمـنعم

وليـس كــل مـدع لحــبه
مـصدقـا فـي قـولـه فــانتبه

إذ حـبه بيـن الغلـو والجــفا
قــد ضـاع مـن أمـته يـا أسفا


أمـا عـن الـنسب فهو أشـرف
مــعـادن الـعرب ، ذاك يـعـرف

مـولـده قـد كان مـن نـكــاح
حـاشـاه أن يـولد مـن سفـاح

فـالطهر فـي آبـائه الأخــيار
مـن الـذبـيح لـلـذبيـح جـار

هـذاك نـزر من صفات المصطفى

الـرحمة المهـداة لـلنـاس شـفـا

سـهل العبـارة قريب المأخذ
لـ(ـهـند وابـني والغلام والذي )

ثـم الصــلاة والسلام الأكملان
عـليه والـآل عـلى مـر الـزمان

قـد تـم مــا أردت من تنسيقه
والـحمـد لـله عـلى تـوفيقـه

...إقرأ المزيد

قال بعضهم يذم ألفية ابن مالك:
ألفية ابن مالكِ ............ مطموسة المسالك
وكم بها مشتغل ............ أوقع في المهالك
فأجابه بعضهم:
ألفية ابن مالك ............ مشرقة المسالك
وكم بها مشتغل ............ علا على الأرائك

...إقرأ المزيد