كلمة وفاء

كلمة وفاء في أحايين كثيرة تمر بالمرء لحظات من الـدُّنَـيا الفانية يمتزج فيها الألم بالعجز عن المقاومة، وترميه المنون بسهم من سهامها وحدث من حوادثها يثير الكثير من التحسر والخوف من المستقبل، فيطول الليل منصتا في سكونه ليشعرك أنك الساكن الوحيد في هذا الوجود بعد أن غودرت الديار وأصبحت قفرا يبابا، تجد نفسك تردد في خشوع رهيب مع الشاعر المغترب قوله: دار لأم الحبيب *** ما إن بها من عريب ورغم صعوبة الوداع وعظمة الرحيل، وحيث لا يجد المرء إلا أن يتغنى مع الوجود كل الوجود بمن كان سرا من أسراره، فإنه من باب الأداء والوفاء أن نكتب كلمة عن عظيمة من الطراز الأول ذوي التقوى والبهاء، إنها مريم ابنة سيد المختار بن النها، امرأة كانت تتقدم صفوف الرجال بحثا عن المعاني الرفيعة ودفاعا عن القيم والمثل، في حياء وإيمان، وكرم محتد، وطيب سريرة. لم يكن الناس يتهافتون إليها لتحدثهم أحاديث أيام الشباب ، أو تحكي قصص العجائز، أو تروي لهم أحاديث الرعاء وخيمة بنجد ... ولكن لترشدهم بصوته الشجي بالقرآن والدعاء وقراءتها للمستقبل التي تمتزج فيها : الحكمة الصافية، والشعور بالفناء. إنها كانت تدرك فعلا أنها عارية جميلة مردودة من الله وبالله ومع الله. حياك رب الورى أسمى تحياتي *** مباركات زكيات ذكيات بنتَ النها إنها شمس بهالتها *** وهاجة تتلالا في السماوات كانت تسابيحها في الجو سابحة*** في موكب النور في روضات جنات وأنت من أنت؟ بين الناس جوهرة*** وهكذا حين تسمو الروح بالذات يا نخلة سافرت في الجو باسقة*** تفيء بالظل في كل الفضاءات لأنت أطول أرباب النخيل يدا*** وأنت أخبت أرباب المناجاة جاءت إلى رحمة المولى مهاجرة *** تطوي السباسب من بعد المسافات حتى غدت في جوار الله هامدة*** تعلوا السكينة منها كل معلاة هناك في جنب أم المؤمنين ثوت*** لأنها صنوها في الدين والذات يا مريم الخير يا أم المكارم يا *** أم الكرام ويا أم الكريـمات سقيت من رحمات الله سابغة *** هطالة بالغدو والعشيات بقلم : مولاي بن حمين الشنقيطي

...إقرأ المزيد

طريق الهجرة الشريفة لما خرج بهما الدليل سلك بهما أسفل مكة بعد الخروج من الغار فأمعن في اتجاه الجنوب نحو اليمن، ثم اتجه غربًا نحو الساحل، حتى إذا وصل إلى طريق لم يألفه الناس اتجه بهما شمالًا على مقربة من شاطئ البحر الأحمر، فسلك طريقًا لا يسلك إلا نادرًا، ثم عارض الطريق من أسفلَ من عُسْفَان، ثم سلك بهما على أسفل أمَــج ، ثم استجاز بهما حتى عارض بهما الطريق بعد أن أجاز قُدَيْدًا، ثم أجاز بهما من مكانه ذلك فسلك بهما الْخَرَّار، ثم سلك بهما ثَنَّية الْمَرَّة، ثم سلك بهما لِفتا، ثم أجاز بهما مَدْلَجَة لِفت، ثم استبطن بهما مَدْلَجة مِجَاج، ثم سلك بهما مَرْجِح مِجَاج، ثم تبطن بهما مَرْجِح ذي الغَضوَيْن، ثم بطن ذي كَشْر، ثم أخذ بهما على الْجَدَاجِد، ثم على الأجرد، ثم سلك بهما ذا سلم، ثم أتى بهما على مَدْلَجَة نعْهِنَ، ثم على العَبَابيد، ثم أجاز بهما الفَاجَة، ثم هبط بهما الْعَرْج، ثم سلك بهما ثنية الغائِر، عن يمين رَكُوبة، حتى هبط بهما بطن رِئْم، ثم قدم بهما على بني عمرو بن عوف بقُباء.

...إقرأ المزيد