قيل لأعرابي

قيل لأعرابي: من لم يتزوج امرأتين لم يذق حلاوة العيش فتزوج امرأتين ثم ندم فأنشأ يقول:

تزوجت اثنتين لفرط جهلي ... بما يشقى به زوج اثنتين

فقلت أصير بينهما خروقاً ... فأنعم بين أكرم نعجتين

فصرت كنعجة تضحى وتمسي ... تداول بين أخبث ذئبتين

رضا هذي يهيج سخط هذي ... فما منجى من أحدي السخطتين

وألقى في المعيشة كلّ ضرّ ... كذاك الضّرّ بين الضرتين

لهذي ليلة ولتلك أخرى ... عتابٌ دائمٌ في الليلتين

فإن أحببت أن تبقى كريماً ... من الخيرات مملوء اليدين

وتدرك ملك ذي يزن وعمرو ... وذي جدنٍ وملك الحارثين

وملك المنذرين وذي نواسٍ ... وتبعٍ القديم وذي رعين

فعش عزباً فإن لم تستطعه ... فضرباً في عراض الحجفلين

...إقرأ المزيد

من نوادر الأعراب

قيل لأعرابي: أتهمز إسرائيل؟ قال: إني إذن لرجل سوء.

وقيل لأعرابي: أتجر فلسطين؟ قال: إني إذن لقوي.

وقيل لأعرابي: أتهمز الفارة؟ قال: السنور يهمزها.

وقيل لأعرابي: هل استمريت ما أكلت البارحة؟ فقال: لو تغذى أحدنا بالدنيا وما فيها لأحب أن يتعشى بالآخرة.

...إقرأ المزيد

سلسلة معاني الكلام

الأرض:

الأرض: كل شيءٍ يسفُل ويقابل السّماءَ ، يُقال له أرض يقال لقوائم الفرس أرض ولأعلاه سماء ، قال الطفَيْل الغَنَوي:

وأحمرَ كالدِّيباجِ أمّا سَماؤُه *** فرَيّا وأما أرْضُه فَمَُحُول

فهذا هو الأصل ثم يتفرع منه قولهم أرْضٌ أَرِيضَةٌ، وذلك إذا كانت ليّنة طيِّبة أي : حسنة النبت قال امرؤ القيس:

بلادٌ عَرِيضَةٌ وأرْضٌ أرِيضَةٌ *** مدافعُ غَيْثٍ في فَضاءٍ عَرِيضِ

وأرضت الأرض والروضة أرضا كثر نبتها وحسن منظرها ، وذكرت الْأَرْضُ عَلَى مَعْنَى الْبِسَاطِ في القرآن والشعر ومنه قوله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا)

وتأَرَّضَ واسْتأْرَضَ بالمكانِ أقامَ به ولَبِثَ وتمكَّن ، والأَرْض التي عليها الناس مؤنثة وهي اسم جنس وكان حق الواحدة منها أَن يقال فيه أَرْضة لكنهم لم يقولوا ذلك ، قال تعالى: (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) وهي أحد كواكب المجموعة الشمسية وترتيبه الثالث في فلكه حول الشمس وهو الكوكب الذي يسكنه البشر ، وتجمع على أَرَضون وأَرْضون وأراض وأروض وأَرْضاتٌ وأَراضي، وقد جاء ذكر الأرض في القرآن الكريم (444) فيها الإفراد والتعريف والتنكير ولم يرد فيه الجمع مطلقا لكنه ورد في السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ذلك في صحيح البخاري وغيره.

ومن العلوم المهمة في العصر الحديث (علم الأرض) في الجيولوجيا وهو علم يبحث في طبقاتها وتكونها وتطورها وخصائصها.




...إقرأ المزيد

للشيخ الددو

بسم الله الرحمن الرحيم

اهنأ بمقدمك يا شيخنا الددوي

ألقيتْ ترحيبا بالشيخ محمد الحسن ولد الددو ، أثناء حفل أقامته الجالية الموريتانية في السعودية لتكريمه ، وذلك في مكة المكرمة ، بتاريخ 27/ رجب/1426هـ .

تحيةٌ لاجتماع الوُدِّ عنوانُ

وللتراحيب والأفراح إعلانُ

نَزفها مِن شغاف القلب صادقةً

باليُمن والنصر والأحباب تزدانُ

لشيخنا (الدَّدَوِي) من ظل يرشدنا

ويرشد الناس طرا أينما كانوا

فتى له قدم في الدين راسخة

علاَّمةٌ ، زانه تقوى وإيمانُ

طابت شمائله من طيب محتده

كما تَطيبُ عناقيدٌ وأغصانُ

ومجلس الشيخ كم يرتاح رائده

فللحديث أطاييبٌ وأفنانُ

ميزانه الوحي ، والمختار أسوته

تنزاح عن دربه الوضاءِ أدران

في هذه الليلة الغراء هالتكم

أهل وصحب وطُلاب وإخوانُ

فاهنأْ بمقدمك الميمون حيث له

في كل بيت تباشير وألحانُ

واسعدْ بإيمانك الفوَّاح وارقَ به

فوق المعالي ، فذاك المجدُ والشانُ

أمَّا العُداةُ فلا قَرَّتْ عيونهمُ

بُعداً لهمْ حيثما حلُّوا وما بانوا

لا يستطيعون نَيْلاً منكمُ أبدا

كلاَّ ، وعاقبةُ الظُّلاَّم خُسرانُ

لا يَستوي مَن على نور يَسيرُ به

ومنْ يَتيهُ بليل ، وهْو حيرانُ

سيروا على دربكمْ ، والحقُّ منتصرٌ

وسُنةُ السلفِ الماضين برهانُ

سيروا على دربكمْ ، والحقُّ عندكمُ

ولن يضيعَ ، وأهلُ الحق أعوانُ

إن الجراحاتِ في أعماق أمتنا

قد آلمتْ ، وقلوبُ القوم نيرانُ

لكنَّ علمكم أحْـيَى لنا أملاً

لم يُحْيِه في النفوسِ اليومَ إنسانُ

قد أَنعشَ الشعبَ والإسلامَ قاطبةً

إن الثباتَ أعاجيبٌ وألوانُ

يا رب سدِّدْ خُطانا أجمعينَ ، وزِدْ

وارفعْ مشايخنا أيَّانَ ما كانوا

واحفظْ مواطننا مِن شرِّ زوبعةٍ

(هوَى لها أحدٌ وانهدَّ ثهلانُ([1]))

بقلم الأستاذ/ مــولاي ولــد حميــن الشنقيطي





(1) هذا العجُز من قصيدة مشهورة في رثاء الأندلس ، لأبي البقاء الرندي .

...إقرأ المزيد

سلسلة معاني الكلام

السماء:

السماء : مشتقة من السمو وهو العلو ولارتفاع يقال سما يسمو سموا وسماء : علا وارتفع وتطاول ، وسمت همته إلى الأمر طلبه ، وكل ما علاك فأظلك فهو سماء ، وسَمَاءُ كلّ شيء : أعلاه ، قال الطفَيْل الغَنَوي في وصف فرسه:

وأحمر كالدّيباج أمّا سَمَاؤُهُ فريّا وأمّا أرضه فمحول

والسماء : واحدة السماوات السبع المقابلة للأرض ، وتكون بمعنى الفضاء والجو : ومنه قوله تعالى: (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ) ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أنس عند البخاري: (وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزعَةً..) أي في الجو أو الفضاء ، والسماء مؤنّثة وقد تذكّر ،قال تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) ،وقال: (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) فأنّث ، وقال تعالى: (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) ، فذكّر ، ويستعمل السماء للواحد وللجمع ، قال تعالى : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ...) ، ويقال في جمعها : سَمَاوَات. قال تعالى: (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السبع..) ، كما يسمى المطر والسحاب سَمَاءً لخروجه منها ، قال تعالى: (يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا..) أي: المطر والسحاب ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري في (فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ ، أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا الْعُشْرُ..) ، ومنه قول معاوية بن مالك بن كلاب:

إذا نَزَلَ السَّماءُ بأرضِ قومٍ رَعَيْناهُ وإنْ كانُوا غِضَابَا

وقد وردت المادة اللغوية لكلمة (السماء) في القرآن الكريم بالإفراد والجمع ثلاثمائة وست مرات (306) .




...إقرأ المزيد

في رثاء العلامة ابن عدود

غاب الفطحل
ما للفؤاد مصابًـا فيـه أوصـاب
ماذا دهى الكون؟ كل الكون يرتاب
أسبلتَ دمعـك منسابـا ومنهمـرا
يخضلُّ منه الحصى، تبتلُّ أثـواب
كل الدروب تراها العيـن مظلمـة
يجتالها أسـف، والنـاس أغـراب
غاب الفِطَحل ابنُ عدودٍ فـأنَّ لـه
في كل مصـر تلاميـذ وأحبـاب
ماذا أقول، وفيـه الأمـر مجتمـع
علامـة حافـظ فــذ ونـسـاب
الحبر والبحر، من طابت سريرته
قد غاله الموت، إن الموتَ غلاب!
تبكي السماء وتبكي الأرض، تندبه
مــآذن ومحـاريـب وأبــواب
تبكي الفصاحة، تبكي الضاد أجمعها
ودمعهـا فيـه إسهـاب وإطنـاب
تبكيه الَانعام والأَعراف فـي ألـم
تبكيه في الليلة الظلماء الَاحـزاب
تبكيه من مشكلات الفقـه شـاردة
وعينها من معين الدمـع ميـزاب
تبكيه أم القـرى، تبكـي سميَّتُهـا
تبكيه فـي طيبـةَ الغـراءِ ألبـاب
رحلتَ يـا عبقريـا زانـه كـرم
جـمٌّ، وحـلـم وأخــلاق وآداب
رحلتَ، والكلمات البيـض خالـدة
كأنها من صفاء الـروح تنسـاب
هل أنت مِشعل نور فـي توهجـه
عنه الحنادس والظلمـاء تنجـاب
أم أنت أنشـودة مـا زال يحملهـا
من (الأجمِّ) إلـى بغـداد زريـاب
قـد لقبـوك بأسـمـاء منـوَّعـة
وكنت تكره مـا توليـه الالقـاب
حييتَ يا علما عند (الأجمِّ) ثـوى
في جنبه من بحور العلـم أقطـاب
مشايخ الأرض من أفنـان دوحتـه
فكلهم في رحـاب الشيـخ طـلاب
سلمتِ أمَّ القرى، إذ كنـت معدنَـه
وبوركتْ منك صحـراء وكُتَّـاب
صبرا جميـلا، فـإن الله يُسكنـه
دارا بها عـرُبٌ عِيـن وأكـواب

بقلم : مولاي بن حمين الشنقيطي

...إقرأ المزيد