معنى الرتق

الرتق([1])

الرتق : الضم والالتحام خلقة كان أم صنعة ، والتصاق الشيئين إذا لم يكن بينهما فرجة ، ورتق فلان الشيء رتقا : ضمه وجمعه قال عبد الله بن الزِّبَعْرَى :

يا رسولَ المليكِ إنَّ لساني راتقٌ ما فَتَقْتُ إذ أنا بُورُ[2]

والرتق : مصدر رتقه رتقاً إذا سده ولحمه يقال: رتق فلان الفتق رتقاً إذا لحمه وسده ، فهو ضد الفتق الذي هو بمعنى الشق والفصل ، قال أوس بن حجر بن مالك التميمي:

فأَصْبَحَ الرَّوْضُ والقِيعانُ مُمْرِعَةً ما بين مُرْتَتق منها ومُنْصاحِ[3]

ومنه قول عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري :

ورتق الفتوق وفتق الرتـــوق ونقض الأمور وإبرامها[4]

ومنه قول الله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا[5])

أَيْ : كَانَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ مُتَلَاصِقَةً بَعْضُهَا مَعَ بَعْضٍ ، فَفَصَلَ اللّه بَيْنَهما ، وقيل كانتا شيئا واحدا ملتزقتين منضمتين ففصل الله بينهما بالهواء وهو قريب من المعنى الأول.

وقال بعضهم :كانت السماء لا يَنزِل منها رَجْع وكانَتِ الأرضُ ليس فيها صَدْع فَفَتَقهما الله بالماءِ والنَّبَات ، وقرأ الجمهور «رتْقاً» بسكون التاء ، وهو مصدر وصف به كالزور والعدل ، وقرأ الحسن والثقفي وأبو حيوة « كانتا رتقاً » بفتح التاء وهو اسم المرتوق كالنفض والنفض والخبط والخبط ، وليس بينهما اختلاف في المعنى[6] ، ولم ترد كلمة الرتق في القرآن الكريم إلا مرة واحدة ولم نعثر عليه في السنة المطهرة. ويستمل الرتق مجازا في إصلاح الشأن وذات البين، يقال رتق فتقه أصلح شأنه ورتق فتقهم أصلح ذات بينهم ومنه قول أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم فيه :

أَبُنيَّ طالبُ إنَّ شَيْخَك ناصِحٌ فيما يقولُ مُسَدِّدٌ لكَ راتقُ[7]

ومنه قول عبد اللّه بن محمد بن أبي عيينة:

هُمُ رَتَقُوا الفَتْقَ العَظِيمَ ومَوَّلُوا عَدِيمًا وأَعْطَوا كُلَّ مَنْ جاءَ وافِدا[8]



[1] انظر المادة في اللسان 10/114 ،وتاج العروس 20/331 ، والمحيط في اللغة 5/362 ،والمعجم الوسيط 1/327،والمفردات للراغب 1/341

[2] انظر اللسان ج10 ص114 ،وكتاب الزاهر في معاني كلمات الناس لأبي بكر الأنباري ج1ص412

[3] انظر تاج العروس ج25ص233 ،والصحاح ج1ص384

[4] انظر الأشباه والنظائر ج1ص112 ،وجمهرة أشعار العرب ج1ص60 ،وأمالي أبي الفرج ج3ص222

[5] الأنبياء الآية 30

[6] انظر الكلام على الآية في تفسير القرطبي 1/282،والألوسي9/33،والبحر المحيط7/423،وأضواء البيان9867

[7] البيت في الديوان ص48

[8] عبد الله بن محمد بن أبي عيينة، أبو جعفر ، عاش في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الهجري ، من الشعراء الكبار الذين طمس أدبهم بسبب الجو السياسي المتأجج والذي تغير بعد فتنة البرامكة ، وشعره لا يستشهد به وإنما يذكرونه من باب الاستئناس.

0 التعليقات:

إرسال تعليق