الأدي مؤثر  - إِنَّ الإسلام فقد جاء ليهذب الكون والحياة الإنسانية ويحسن الحسن ويقويه، ومن ذلك الحسن الذي استحسنه الإسلام واستعمله وشجعه وهذبه الشعر بأغراضه وأنواعه وقوافيه، فحمس الشعراء وكافئهم وقوى هممهم، ولهذا فقد أخرج البخاري ومسلم أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكَمًا) فقد روى أَبِو بَكْرَةَ - رضي الله عنه - ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ الأَهْتَمِ وَالزِّبْرِقَانُ بْنُ بَدْرٍ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَمْرِو بْنِ الأَهْتَمِ : مَا تَقُولُ فِي الزِّبْرِقَانِ بْنِ بَدْرٍ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مُطَاعٌ فِي نَادِيهِ ، شَدِيدُ الْعَارِضَةِ ، مَانِعٌ لِمَا وَرَاءَ ظَهْرِهِ ، فَقَالَ الزِّبْرِقَانُ : يَا رَسُولَ اللهِ وَاللَّهِ إِنَّهُ لِيَعْلَمُ مِنِّي أَكْثَرَ مِمَّا وَصَفَنِي بِهِ وَلَكِنَّهُ حَسَدَنِي ، فَقَالَ عَمْرٌو : وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّهُ ذَامِرُ الْمُرُوءَةِ ، ضَيِّقُ الْعَطَنِ ، لَئِيمُ الْخَالِ ، أَحْمَقُ الْوالِدِ ، وَاللَّهِ مَا كَذَبْتَ في الأَولى ، وَلَقَدْ صَدَقْتَ في الثانية، وَلَكِنِّي رَضِيتُ فَقُلْتُ أَحْسَنَ مَا عَلِمْتَ ، وَغَضِبْتُ فَقُلْتُ أَقْبَحَ مَا عَلِمْتَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا وَإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكَمًا. 1- ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لحسان (اهجهم والله لهو أشد عليهم من وقع النبل) ولهذا انطلق حسان بمقوله الذي قال عنه (لو وضعته على صخر لفلقته ، أو على شعر لحلقته) ومن ذلك قوله بَعْدَ أُحُدٍ فِي بَدْرٍ الْآخِرَةِ يُؤَنّبُ قُرَيْشًا لِأَخْذِهِمْ طّرِيقَ الشام: دَعُوا فَلَجَاتِ الشّامِ قَدْ حَالَ دُونَهَا ... جِلَادٌ كَأَفْوَاهِ الْمَخَاضِ الْأَوَارِكِ بِأَيْدِي رِجَالٍ هَاجَرُوا نَحْوَ رَبّهِمْ ... وَأَنْصَارِهِ حَقّا وَأَيْدِي الْمَلَائِكِ إذَا سَلَكْت لِلْغَوْرِ مِنْ بَطْنِ عَالِجٍ ... فَقُولَا لَهَا لَيْسَ الطّرِيقُ هُنَالِكِ - ومن ذلك تأثره بشعر قتيلة بنت الحارث في أبيها النضر تبكيه: يَا رَاكِبًا إنّ الْأُثَيْلَ مَظِنّةَ ... مِنْ صُبْحِ خَامِسَةٍ وَأَنْتَ مُوَفّقُ أَبْلِغْ بِهَا مَيْتًا بِأَنّ تَحِيّةَ ... مَا إنْ تَزَالُ بِهَا النّجَائِبُ تَخْفُقُ مِنّي إلَيْك وَعَبْرَةً مَسْفُوحَةً ... جَادَتْ بِوَاكِفِهَا وَأُخْرَى تَخْنقُ هَلْ يَسْمَعنَّ النّضْرُ إنْ نَادَيْته ... أَمْ كَيْفَ يَسْمَعُ مَيّتٌ لَا يَنْطِقُ ظَلّتْ سُيُوفُ بَنِي أَبِيهِ تَنُوشُهُ ... لِلّهِ أَرْحَامٌ هُنَاكَ تُشَقّقُ أَمُحَمّدٌ ها أنت نجل كَرِيمَةٍ ... فِي قَوْمِهَا وَالْفَحْلُ فَحْلٌ مُعرّقُ مَا كَانَ ضَرّك لَوْ مَنَنْت وَرُبّمَا ... من الْفَتَى وَهُوَ الْمَغِيظُ الْمُحُنَقُ فَالنّضْرُ أَقْرَبُ مَنْ أَسَرْت قَرَابَةً ... وَأَحَقّهُمْ إنْ كَانَ عِتْقٌ يُعْتَقُ صَبْرًا يُقَادُ إلَى الْمَنِيّةِ مُتْعَبًا ... رَسْفَ الْمُقَيّدِ وَهُوَ عَانٍ مُوثَقُ أ‌- ومن ذلك أن أعرابيا وقف على رأس عمر بن الخطاب فقال: يا عمر الخير جزيت الجنة أكس بنياتي وأمهنه أقسم بالله لتفعلنه فقال عمر وإن لم أفعل يكون ماذا فقال: إذا أبا حفص لأمضينه قال فإن مضيت يكون ماذا قال: والله عنهن لتسألنه ***يوم يكون الأعطيات منه وموقف المسئول بينهنه *** إما إلى نار وإما جنه فبكى عمر حتى اخضلت لحيته ودخل فلم يجد إلا رداء فأعطاه إياه وقال: خذ هذا لـــــــ: يوم يكون الأعطيات منه***وموقف المسئول بينهنه إما إلى نار وإما جنه

0 التعليقات:

إرسال تعليق