معنى الإنسان في لغة القرآن.

الْإِنْسَانُ: اسْمُ جِنْسٍ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْمفردِ وَالْجَمْعِ ، فَالْهَمْزَةُ فيه أَصْلٌ فأصله (إنْسِيان) على (فِعْلِيان) فحذفوا منه الياء تخفيفا لكثرته على الألسنة فصار وَزْنُهُ: (فِعْلَان) ، فإذا رجَعوا إلى التصغير ردُّوا الياءَ فقالوا : (أنَيْسِيانٌ) ، وهو مشتق من الأنس ومادته أنس يأنس أنسا، ومنها الأُنْس والأَنيس والمؤانس والإِيناس، والإنْسُ : البشَرُ، وواحِدُهم إِنْسيٌّ وأنَسِيٌّ - بالتحريك – ، قال رؤبة بن العجّاج:
وبلدةٍ ليس بها طُوْرِيٌّ ولا خلا الجِنّ بها إنسِيُّ
وجمعه : أَناسِـيٌّ قال تعالى: (وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا)
والألف واللام في الإنسان لاستغراق جميع أفراد الجنس وشمولهم كقوله تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} ،وقوله تعالى: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ } ، وقوله تعالى: { إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}.
قيل سمّي الإنْسُ إنسا لأنه خلق خلقه الله لا قوام له إلا بالأنس فيما بينهم ، ولهذا قيل: الإنسان مدنيّ بالطبع ، وهو هنا خلاف التوحش والنفور،قال بشر بن أبي حازم:
وبلدة ليس بها أنيس إلا اليعافير وإلا العيس
والأَنيس المؤنس والمؤانس ومنه قول مالك بن الريب المازني:
أقلب طرفي حول رحلي فلا أرى به من عيون المؤنسات مراعيا
ولأن جنس الإنسان يستأنس به ويوجد فيه من الأنس وعدم الاستيحاش ما لا يوجد في غيره من سائر الحيوان ، وقيل سمّي الإنس إنساً من الإيناس وهو الظهور، كما سمّي الجنُّ جنَّاً لاجتنانهم أي: استتارهم ، ويقال : آنستُ الشيء إذا أبصرته ، ومنه قوله تعالى : (آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا) أي: أبصر ، هذا هو مذهب سيبويه ومعظم الحذاق من أهل اللغة.
- وذهب الكوفيّون ومن وافقهم إلى أنه مُشْتَقٌّ مِنْ النِّسْيَانِ وَوَزْنُهُ (إفْعَانٌ) عَلَى النَّقْصِ وَالْأَصْلُ فيه إنْسِيَانٌ عَلَى (إفْعَلَانٍ) وَلِهَذَا يُرَدُّ إلَى أَصْلِهِ فِي التَّصْغِيرِ فَيُقَالُ (أُنَيْسِيَانٌ)، إلا أنه لما كثر استعماله و جريانه على الألسنة حذفوا منه الياء – التي هي لام الكلمة – تخفيفا لكثرته على الألسنة وسبب تسميته بذلك أنه عهد إليه فنسي قال تعالى: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا) ، ويروى هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وقد نصر هذا القول غير واحد فقد قال أبو تمام: لا تنسين تلك العهود وإنما سميت إنسانا لأنك ناسي
- وذهب الكسائي ومن وافقه إلى أن مادته نون وواو وسين ، ووزنه (فعل) فهو عنده مشتق من النوس وهو الحركة ، يقال: ناس الشيء ينوس نوسا إذا تحرك وتدلى، والنوس: تذبذب الشيء في الهواء إذا تحرك ، ومنه قيل لملك من ملوك حمير ذو نُواس : لضفيرتين كانتا تنوسان على عاتقه ،وهذا القول دون القولين الأولين ، والإنسان عند المناطقة : هو الحيوان الناطق ، ويعني الناطق عندهم : الفاهم ، أي الذي يعقل ويفهم ، وفقد:وردت لفظة "الإنسان" في القرآن الكريم (73) مرة ، هذا بالإضافة إلى ذكر مشتقاتها أكثر من : 250 مرة، كما جاءت فيه سورة كاملة باسم الإنسان وهي قوله تعالى: (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا)

0 التعليقات:

إرسال تعليق