قصة سطيح الكاهن

قصة سطيح الكاهن:
ربيع بن ربيعة بن مسعود بن عدي بن ذئب، من بني مازن، من الأزد : كاهن جاهلي غساني، من المعمرين، يعرف بسطيح. كان العرب يحتكمون إليه ويرضون بقضائه، حتى أن عبد المطلب بن هاشم - على جلالة قدره في أيامه - رضي به حكما بينه وبين جماعة من قيس عيلان، في خلاف على ماء بالطائف، كانوا يقولون إنه لهم. وكان يضرب المثل بجودة رأيه، قال ابن الرومي:
تبدي له سر العيون كهانة يوحي بها رأي كرأي سطيح
وقال الفيروز آبادي: سطيح، كاهن بني ذئب، ما كان فيه عظم سوى رأسه، وزاد الزبيدي: كان أبدا منبسطا منسطحا على الأرض لا يقدر على قيام ولا قعود، ويقال: كان يطوى كما تطوى الحصيرة ويتكلم بكل أعجوبة.
وهو من أهل الجابية ، من مشارف الشام. مات فيها بعد مولد النبي صلى الله عليه وسلم بقليل.
وكان الناس يأتونه فيقولون: جئناك بأمر ؟ فما هو ؟ فيجيبهم على ما في أنفسهم
رؤيا كسرى:
وقد رأى كسرى عند مولد النبي صلى الله عليه وسلم رؤيا أفزعته ، فلما أصبح أفزعه ما رأى فتصبر عليه تشجعاً ثم رأى أن لا يدخر ذلك عن وزرائه ومرازبته حين عيل صبره فجمعهم ولبس تاجه وقعد على سريره ثم بعث إليهم فلما اجتمعوا عنده قال أتدرون فيما بعثت إليكم قالوا لا إلا أن يخبرنا الملك بذلك فبيناهم كذلك إذ أتاه كتاب بخمود نار فارس فازداد غما إلى غمه ثم أخبرهم بما هاله فقال الموبذان وأنا أصلح الله الملك قد رأيت في هذه الليلة ثم قص عليه رؤياه في الإبل قال أي شيء يكون هذا يا موبذان وكان أعلمهم في أنفسهم قال حدث يكون من ناحية العرب فكتب كسرى عند ذلك (من ملك الملوك كسرى إلى النعمان بن المنذر أما بعد فوجه إلي برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه) فوجه إليه النعمان عبد المسيح بن عمرو بن حيان بن بقيلة الغساني فلما قدم عليه قال ألك علم بما أريد أن أسألك عنه قال يسألني أو يخبرني الملك فإن كان عندي منه علم أخبرته وإلا دللته على من يعلمه فأخبره بما رأى قال علم ذلك عند خال لي يسكن مشارف الشام يقال له سطيح قال فاذهب إليه فاسأله وائتني بتأويل ما عنده فنهض عبد المسيح حتى قدم على سطيح وقد أشفى على الموت فسلم عليه وحياه فلم يحر جواباً فأنشد عبد المسيح يقول:
أصم أم يسمع غطريف اليمن أم فاد فازلم به شأو العنن
يا فاصل الخطة أعيت من ومن وكاشف الكربة عن وجه غضن
أتاك شيخ الحي من آل سنن وأمه من آل ذئب بن حجن
أرزق ممهي الناب صوار الأذن أبيض فضفاض الرداء والبدن
رسول قيل العجم يسرى بالرسن تجوب بي الأرض علنداة شزن
ترفعني وجناً وتهوي بي وجن لا يرهب الرعد ولا ريب الزمن
حتى أتى عاري الجآجي والقطن تلفه في الريح بوغاء الدمن
كأنما حثحث من حضني ثكن
قال ففتح سطيح عينيه ثم قال عبد المسيح على جمل مسيح إلى سطيح وقد أوفى على الصريح بعثك ملك بني ساسان لارتجاس الإيوان وخمود النيران ورؤيا الموبذان رأى إبلا صعاباً تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها، يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة وظهر صاحب الهراوة وفاض وادي السماوة وغاضت بحيرة ساوة وخمدت نار فارس فليس الشام لسطيح شاما يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرفات وكل ما هو آت آت ، ثم قضى سطيح مكانه فنهض عبد المسيح إلى رحله وهو يقول:
شمر فإنك ماضي الهم شمير لا يفزعنك تفريق وتغيير
إن كان ملك بني ساسان أفرطهم فإن ذلك أطوار دهارير
فربما ربما أضحوا بمنزلة يهاب صولتها الأسد المهاصير
منهم أخو الصرح بهرام وإخواته والهرمزان وسابور وشابور
والناس أولاد علات فمن علموا أن قد أقل فمحقور ومهجور
وهم بنوا الأم إما إن رأوا نشباً فذاك في الغيب محفوظ ومسطور
والخير والشر مقرونان في قرن والخير متبع والشر محذور
قال فلما قدم عبد المسيح على كسرى فأخبره بقول سطيح فقال إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكاً كانت أمور وأمور فملك منهم عشرة في أربع سنين والباقون إلى أن آخر أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه

6 التعليقات:

شكرا علي المعلومات الجميلة

شكراةعلي المعلومات القيمة

ما هذه الهرطقات غير القيمة ولا مفيدة إذا انا غلطان خبروني عن قيمتها

ما اجمل وما اعظم هذ التراث. ونريد التوسع في اخبار سطيح واخيه شقيق وهل كان باليمن. ام الشام واخيه شقيق ايضاكاهن مثله. وهل مات معه في نفس العام. واخبار شقيق وسطيح مع الملوك والفرسان القدامي كثيرة ومتواترة. والف شكر. وعلي من يجهل هذا الكلام الايسفهه

شكرا على هذه المعلومات

شكرا على هذه المعلومات

إرسال تعليق